روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | نســاء بائســات!!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > نســاء بائســات!!!


  نســاء بائســات!!!
     عدد مرات المشاهدة: 2258        عدد مرات الإرسال: 0

لقد جاء الإسلام دين الله الخاتم ليزيل عن وجه الأرض البؤس والشقاء الذي يعيشه الناس في ظلمات الجاهلية: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97].

الحياة الطيبة المطمئنة هدف أساسي وإستراتيجي في الوقت ذاته لحياة الإنسان فوق سطح الارض، وبالتالي لابد أن يكون هدفًا للدعاة إلى الله تعالى يضعونه نصب أعينهم وهم يضعون خططهم الدعوية، وعلى المستوى النسائي فالحاجة عاجلة لإنتشال الكثيرات من حياة البؤس التي يعيشونها كنتيجة لظروف واقعية أو مفاهيم خاطئة.

¤ أسباب اقتصادية:

يعد الفقر من أشد أنواع البلاء التي تصيب الإنسان لذلك فقد جعل الإسلام الزكاة أحد أعمدته وأركانه الأساسية حتى لا يمسخ الفقر هذا الكائن البشري الذي كرمه الله تعالى فشدة الفقر تهين كرامة الإنسان وتجعله يرزح تحت أغلال الجهل والمرض.

إذا أمعنّا النظر في مجتمعنا وقرأنا دلالة الإحصاءات والأرقام سنجد أن الشريحة الأكبر المتضررة من الفقر تقع بين النساء.. خاصة كبيرات السن والمطلقات والأرامل والكثير منهن يقمن بإعالة أطفالهن كذلك فيما يطلق عليه "ظاهرة المرأة المعيلة.

ولا يمكن ان تصل الرسالة الدعوية لهذه الشريحة النسائية ما لم يتم إنتشالهن من بؤس الفقر والحاجة.

لقد كان سهم المؤلفة قلوبهم أحد أبواب الزكاة حتى يسمعن كلام الله فما بالنا بتلك الضعيفة المسلمة هل ننتظر منها أن تتجاوب وهي لا تجد قوت يومها؟!

وعلى الرغم من ذلك فليست الصدقة هي الشكل الأمثل في كثير من الأحيان فهي قد تصلح لكبيرات السن والعجائز بينما تحتاج النساء حديثات السن إلى مشروعات نوعية متناسبة مع ظروفهن وتدر عليهن في الوقت ذاته مبلغا مناسبا يمنحهن حياة كريمة كالتوسع مثلا في مشروع تشغيل أمهات الأيتام في صناعة الملابس والمشغولات اليدوية خاصة في المناطق الريفية النائية.

¤ أسباب إجتماعية:

لعل العوامل الإجتماعية هي المحرك الحقيقي لمشاعر البؤس الذي تحياه كثير من النساء، فالفتاة تنشأ ومنذ نعومة أظافرها على أنها خلقت من أجل غاية واحدة ألا وهي الزواج ومن ثم تثمن جدا مسألة الحسن والجمال بإعتبارهما رأس المال الحقيقي للأنثى وتهمل مسألة الثقافة والبناء الحقيقي للذات، وما التعليم في كثير من الحالات إلا شهادة ورقية تستخدم للحصول على عريس ذي مواصفات أفضل.

ونتيجة لعوامل معقدة فقد أصبحت حركة الزواج ليست كذي قبل فهناك ضعف مستشري في الإقبال على الزواج بينما تتجه معدلات الطلاق لمستويات كبيرة والنتيجة إرتفاع معدل العنوسة -تأخر سن الزواج- بطريقة متصاعدة، والمشكلات النفسية التي تطارد من تأخر زواجها كثيرة جدا تصل لفقدان البعض منهن الإحساس بطعم الحياة والإستسلام لحالة البؤس وكأن الله لم يخلق المرأة إلا للزواج وكأنها ليست مخلوقًا مكلفًا بعبادته وطاعته وهو الغاية الكبرى لكل إنسان سواء كان رجلًا أو امرأة.

مطلوب من القائمين على وضع البرامج الدعوية وضع خطة لإنتشال من تأخر زواجها من الوقوع أسيرة الإكتئاب والبؤس من خلال:

ـ تحويل الادراك للغاية الحقيقية من خلق الإنسان.

ـ تدارس سنن الله تعالى في الإبتلاء.

ـ تغيير الصورة النمطية للشروط المطلوبة في الزواج بحيث يصبح التيسير هو الأساس على إعتبار أن الزواج يحقق جزء من كينونة المرأة ولا يلغي هذه الكينونة ومن ثم فلا توضع شروط مثالية لتحقيق هذا الزواج.

¤ المطلقة البائسة:

لعل أكبر نسبة من النساء البائسات تقع قي فئة النساء المطلقات خاصة في الريف والأماكن النائية ترى إحداهن وقد إنزوت في بيت أسرتها..لا تجد أي دور تمارسه وليس لها هدف ولا تهفو لأمل بعد أن حكمت على نفسها أو حكم عليها المجتمع بأنها خاضت تجربتها الفاشلة وإنتهى الأمر وليس لها الحق في الحصول على فرصة جديدة إلا إذا كان رجلًا به عيوب جسيمة بحيث لا يمكن أن تقبله غير امرأة مطلقة بزعمهم، وبما أن الزواج هو الحياة فمن تخرج من حظيرته مطلقة فكأنما خرجت من الحياة ذاتها.

الأغلبية العظمى من المطلقات يحرصن أن يحصلن على حضانة أطفالهن فلا يطاوعهن القلب على ترك فلذات الأكباد بعيدًا عن دفء وحنان ورعاية الأم، ولكنهن يعانين كثيرا بسبب هؤلاء الأبناء.

بعض المعاناة مرتبطة بالجانب الإقتصادي كما ذكرنا من قبل فهي لا تملك المال اللازم لرفع قضية نفقة أو أن النفقة التي حكم بها لا تكفي، وغالبا ما تعيش المطلقة وأبنائها في كنف أسرتها ولا تحصل على مسكن خاص بها للحضانة فتشعر أنها قد اصبحت عبئًا على أسرتها وكثيرا ما تدب المشكلات مع زوجات الإخوة المقيمات في نفس المنزل.

تصبح المطلقة بمثابة الأب والأم لأبنائها وهو دور مزدوج بالغ الصعوبة مما يرهق نفسيتها المرهقة أصلا ومن ثم تجنح بعضهن للتدليل الزائد للأبناء بينما تميل الأغلبية للتعامل بعنف مع الأبناء وتسقط عليهن مشكلاتها السابقة مع والدهم وربما ترى أنهم السبب في الحياة البائسة التي تعيشها.

لابد من برامج دعوية ذات نوعية خاصة تهدف لرفع الوعي لدى هذه الفئة، وتسمح لهن بتقبل الذات وترشدهن لأنماط جديدة في الحياة وبرامج تربوية لتعليمهن كيفية التعامل مع الأبناء مع غياب دور الأب وكيفية السيطرة على المشاعر والانفعالات أثناء هذه التربية.

الكاتب: فاطمة عبد الرءوف.

المصدر: موقع رسالة المرأة.